العتاب ملح الحياة... وضرورة لحل الخلافات

تمتد العلاقات بين الاصدقاء ازمنة وقد تطول اشهرا او سنين او ربما مدى الحياة، ونظرا لعمق العلاقة فقد تصيبها بعض الشوائب بحكم ان كل ابن ادم خطاء فاما ان يقفل الملف بكلمة عتاب او ان يبقى مشرعا يصيب ببعض ما فيه كلما هبت ريح الخلاف.
فالعتاب ملح الحياة وهو من الامور التي لا بد منها لصفاء القلوب.
كثير من الناس يرفض العتاب بحجة ان لا احد يتقبله لان حرية التعبير التي رسمها الانسان العصري لنفسه جعلته يرفض اي عتاب او نصيحة، ومنهم من يرى ان العتاب كان وما يزال وسيلة يتبعها المجتمع في العلاقات الاجتماعية وتحقق هذه الوسيلة غايتها في اراحة نفوس المتخاصمين.
العتاب ضروري في الحياة اليومية ولا نستطيع في اكثر الاحيان الاستغناء عنه لذلك يرى علماء الاجتماع ان العتاب هدية لبعض الاحباب ولو لم يكن الشخص الذي نعاتبه يهمنا ومهما في حياتنا لما اثار الامر فينا اي معنى،
فالاصدقاء مهما حسنت اخلاقهم وقويت علاقات الود بينهم يبقون عرضة للخطأ والتقصير لعدم عصمتهم، فاذا بدرت من احدهم هفوة في قول او عمل او فعل
كخلف وعد او كلمة جارحة او تخلف عن مشاركة في مؤاساة او فرح ونحو ذلك فعلى الصديق اذا كان واثقا من حبهم واخلاصهم ان يتغاضى عن اساءتهم ويصفح عن زللهم حرصا على صداقتهم وبقاء لودهم، وان يكون العتاب بينهم بطريقة حسنة ولطيفة
ورغم ان العتاب ضروري في بعض الاحيان الا انه كلما قل عظمت اهميته وحسن وقعه في نفس السامع فتركه كله او الالحاح عليه غير مستحبين، لان ترك العتاب قد يشعر باغفال وعدم اكتراث وكما يقال العتاب الظاهر افضل من الحقد الباطن، وفي نفس الوقت التثقيل فيه يكثر من اضراره.
ويرى علماء الاجتماع ان درجة العتاب تختلف من شخص الى اخر ومن حدث الى اخر ويساعد على ذلك التربية التي ينشأ عليها المرء وطريقة معالجته للامور
التي يراها خطأ واسلوبه الذي اكتسبه من محيطه. وهناك اختلاف بين معاتبة الاصدقاء والاخوة غير ان الشيء المشترك في كل ذلك هو ان العتاب يكون في سبيل الاصلاح ويقوم على الرفق واللين، فعتاب الرجل لزوجته يجب ان يقوم على الصراحة وهي مهمة للوصول الى الحل، والعتاب بين الاصدقاء ينفر اكثر مما يجمع، خصوصا في مثل هذه الايام الني قلما نجد فيها الاصدقاء الاوفياء، ولكن ان وجد مثل هذا الصديق فلا بأس بالعتاب اما اذا لم يكن موجودا فالابتعاد عن العتاب اسلم كي لا يكون العتاب سببا في النفور والضيق.
ويشير علماء الاجتماع الى ان العتاب بين الاخوة هو اصعب انواع العتاب واكثره حساسية لان اصل العلاقة القائمة بين الاخوة هي حساسة باعتبار الحياة المشتركة التي كانت تجمعهما طوال حياتهما، وقد يتسبب العتاب بين بعض الاخوة بالفرقة وذلك يعود الى طبيعة التربية الخاطئة التي جمعتهما، ففي حال المعاتبة يجب على الاخ ان يدرك اذا كان اخوه يتقبل العتاب ويتفهم معناه، واذا كان عكس ذلك فالافضل تركه وعدم معاتبته خشية تحويل المسألة من مشكلة صغيرة الى مشكلة كبيرة تكبر مع الايام وتؤدي الى المقاطعة.
واخيرا ان العدو الاول والاخير للانسان هو الحقد والعتاب هو الحل الوحيد والناجح الذي يمكن من خلاله تنقية القلوب وازالة الحقد الذي من الممكن ان ينمو بسبب مشكلة ما او خطأ معين صدر من شخص من دون قصد.

» العتاب
» الملل والفتور في الحياة الزوجية‏
» ماهي الحياة
» كلمات عن الحياة
» قصة رورعة تعلمك الحياة